#شعر | مبارك ابن شافي: نكبة #المغرب

فن وثقافة

الآن 2486 مشاهدات 0


"هوّن مصيبةَ  إخوانٍ  لنا  نُكبوا
لاحولَ  إلّا  بعونٍ  منك  يُرتقبُ"

هي مصيبةٌ جُلَّى حلت بإخواننا أهل المغرب جراء الزلزال الرهيب الذي أدّى إلى خسارة الكثير من الأرواح وتداعي الكثير من البنايات والمنازل ،،هز الحدث الجلل العالم ، وخاصةً عالمنا الإسلامي وتحركت الدول لتقديم يد العون ، وتفاعل الكثيرون مع هذه النكبة تعاطفاً ودعاءً بأن يخفف الله الرزء على إخواننا أهل المغرب.

هنا الشاعر الكبير مبارك بن شافي الهاجري "ضمن قلة من الشعراء" تحركت مشاعره النبيلة تأثراً بهذا الأمر المفجع ،وكتب قصيدة عصماء ، مؤثرة  عن هذا الحدث المأساوي تحمل جزالة الشعر وعمقه وأصالة الشعور وصدقه:

بدأها بالتسليم بقضاء الله وقدره ، والتضرع إليه بأن يهب العون لمن حلت بهم النوازل وألوت بهم الرزايا ، وعزى بقصيدته تلك البلاد المنكوبة ، وذكر تاريخها المشرق في الجهاد ونشر العلم، وتطرق إلى ماحلّ بها من أثر الزلزال الذى غرَس الحزن في النفوس ورسم الوجوم على الوجوه:

لايمنع الله من شئٍ ولايهبُ
إلّا  له عندهُ  من  علمهِ  سببُ

والناس لايملكون الأمر إن طُويتْ
بما قضىَ الله فيما شاءه الكتبُ

ياربِّ  إنّا إليك  الراجعون  فلا
تردُّنا  بذنوبٍ  أمرها   عجبُ

فكن لنا العونَ إن خارت عزائمنا
وكن لنا الغوثَ إن حلّت بنا النُّوَبُ

وادفع بلطفكَ عنا  كل غاشمةٍ
من  المصائبِ لا يبقى لها عقِبُ

هوّن مصيبةَ  إخوانٍ  لنا  نُكبوا
لاحولَ  إلّا  بعونٍ  منك  يُرتقبُ

هذي مراكشُ أرض الله حلّ بها
كرْبٌ تكادُ لها الأحشاءُ تنشعبُ

لابأسَ  يادرة  الأوطانِ  قاطبةً
حوادثُ الدهر مامن مسِّها هربُ

كانت لأسوارك الحمراء سابقةٌ
من الجهاد وعتْ تاريخها العربُ

أيام   راياتنا   بالعزِّ   خافقةٌ
ومجدنا ساطعٌ في الأفق يلتهبُ

تلك المساجدُ آياتٌ لنا شهدتْ
بها الحضارةُ أنَّا السادةُ النجُبُ

وأنَّ   آثارنا   في   كل  زاويةٍ
حقيقةٌ لايُداني صدقها الكذِبُ

سلِ المنابرَ عمن فوقها صدعوا
بالذِّكر والفكر كم خطّوا وكم كتبوا

من جاء يطلبُ علماً في جوامعها
لم  يلقه  ثَمَّ  إلا  صدرها  الرَّحِبُ

شاهتْ  معالمها  جرَّاء  داهيةٍ
هدّتْ على الناسِ ماشادوا ومانصبوا

ترى الحُطامَ على الأطفال  داميةً
وجوههم يعتريها الخوف والرَّهبُ

والحزن يملأُ أعماق النفوس، أبٌ
يبكي ، وأمٌّ  من  الأهوال  تنتحبُ

يافارج الهمِّ بعد اليأس مُدَّ لهم
حبلاً  به  عازبُ  الآمال  ينجذبُ

وهَبْ لهم أجرَ ماعانوا وماصبروا
فضلاً ورفقاً بهم ياخير من يَهَبُ

تعليقات

اكتب تعليقك